دماء علي نهر النيل
المخطط الكامل لحصار و تركيع و تجويع مصر علي أيادي غلمان الصهيونية
بقلم الكاتب الصحفي
حسام مصطفي خفاجي
لعبة المال والنيل
حين تتحول المساعدات إلى فخ، والاستثمارات إلى سلاح، ويتحول الأشقاء إلى أدوات في يد العدو… يصبح النيل نفسه ساحة لعبٍ لأصحاب المال والنفوذ.
ما يجري في السودان اليوم ليس صراعًا على السلطة فحسب، بل حرب على مصر من البوابة الجنوبية، عنوانها “الانقسام في الخرطوم” وغايتها “الضغط على القاهرة”.
ومن بين اللاعبين في هذه اللعبة القذرة، يبرز اسم أولاد زايد الذين قرروا أن يلعبوا في مياه النيل كما يلعب الصغار بالنار.
السودان… الميدان الجديد للمؤامرة
في قلب إفريقيا، يحترق السودان بنيران حربٍ لا يعرف متى تنتهي.
لكن خلف الدخان، تلوح خيوط مؤامرة تمتد من أبوظبي إلى تل أبيب مرورًا بأديس أبابا.
فالصراع هناك ليس عشوائيًا؛ إنه إعادة رسم لخريطة النفوذ في المنطقة، حيث تُستخدم القبائل والميليشيات كورق ضغط، والسلاح والمال كأدوات لتفكيك دولة شقيقة كانت دومًا عمقًا استراتيجيًا لمصر.
المال المسموم… وسلاح الفوضى
تلعب الإمارات دورًا محوريًا في تأجيج الصراع السوداني عبر تمويل وتسليح أحد الأطراف، تحت لافتة “الدعم الإنساني”.
لكن الحقيقة أن تلك الأموال تحمل سمًّا سياسيًا يهدف لتفكيك السودان وخلق واقعٍ جديد يُخدم المصالح الاقتصادية والعسكرية لأبوظبي.
إنه المال المسموم الذي يفتح الأبواب أمام التدخل الأجنبي، ويحوّل أرض النيل إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
من الخرطوم إلى أديس أبابا… الطريق إلى سدّ المؤامرة
لم يكن تمويل سد النهضة الإثيوبي من قِبل الإمارات مجرد استثمارٍ اقتصادي، بل خطوة سياسية محسوبة لمحاصرة مصر مائيًا واستراتيجيًا.
الهدف واضح: إضعاف القاهرة وتجفيف منابع قوتها.
أما الحليف الخفي فهو الكيان الصهيوني، الذي يجد في هذه اللعبة فرصة ذهبية لإضعاف مصر، وتوجيه الضغط نحو جيشها وموقفها الرافض للتطبيع الكامل.
الأمن القومي المصري في مرمى النار
كل ما يحدث في السودان ينعكس مباشرة على الأمن القومي المصري.
فانقسام السودان يعني فتح ثغرة خطيرة في الجدار الجنوبي لمصر.
ومع وجود قواعد أجنبية وشركات مرتزقة، تتبدل خريطة النفوذ في إفريقيا، ويصبح نهر النيل هدفًا لمشروعات السيطرة، من السد إلى الميناء إلى المعبر.
هنا تتحول الأزمة السودانية من شأن داخلي إلى خطر مباشر على سيادة مصر وأمنها المائي.
مصر والمواجهة الواعية
مصر ليست غائبة عن المشهد، لكنها مطالبة اليوم بتفعيل أدواتها كافة:
تعزيز الوجود المصري في السودان سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا.
التحرك الإفريقي والعربي المشترك لكبح التحالف الإماراتي – الإثيوبي – الإسرائيلي.
استعادة القوة الناعمة المصرية في وجدان الشعب السوداني من خلال الإعلام والتعليم والثقافة.
إعادة بناء تحالف مائي حقيقي يضع الأمن القومي فوق أي صفقة أو وعود.
دعم وحدة السودان لأن سقوطه يعني سقوط جدار الأمان الجنوبي لمصر.
الوعي المصري… خط الدفاع الأخير
لقد أصبحت المؤامرة واضحة، وأصبح اللعب بالنيل واقعًا لا يُخفى على أحد.
لكن أخطر ما تواجهه مصر اليوم ليس العدو الخارجي، بل اللامبالاة الداخلية.
إن الوعي الشعبي هو الحصن الحقيقي، والذاكرة الوطنية هي السلاح الأقوى.
على كل مصري أن يدرك أن من يعبث بمياه النيل يعبث بدمه وهويته ومستقبله.
ومهما تلاعبت الأموال وتبدلت التحالفات، ستبقى مصر بإرادة شعبها ووعيها وجيشها القلعة الأخيرة للعروبة والمقاومة والنقاء السياسي.
الكاتب الصحفي
حسام مصطفي خفاجي



