• موقف رمسيس الجديد –
  عشان إحنا عبيد .. جزء من تطوير منطقة رمسيس و الكوبري الجديد .. نقل موقف الميكروباص الداخلي والأقاليم من كوبري الليمون إلى مبنى شبه الموول..
  ومن نصيب موقف الأقاليم إنه في الدور التاني.. يعني إسكندرية وطنطا والمحلة والمنصورة.. ناس ياما مسافرة ومعاها عزال…
  فإحنا بنطلع دورين من ۸۸ سلمة شايلين الشنط والعيال .. والناس بالشنط بالعيال بيلهثوا.. عشان نوصل منطقة خرسانية بدون حتى كراسي نرتاح

في ناس هايقولوا بلاش تتصيدوا ولسه الموقف هيتم افتتاحه وفي أسانسير بإذن الله وسلالم متحركة زي المترو… فأنا دول بالذات بأرد على كلامهم الدال بوضوح على جهل مركزي ملفت وفقر خيال لافت للنظر

۱- “رمسيس” ده مركز التقاء الشرايين والأوردة اللي بتربط العاصمة بالأقاليم.. سواء بالقطار أو الميكروباصات.. عشرات الآلاف يوميًا في رمسيس وربما أكثر.. لأن عندنا مسافرين جایین هم موظفين / طلبة جامعة مرضى بيجوا يتعالجوا ودول أعداد رهيبة لأن مركزية العلاج القاهري / ناس جايه تتفسح ناس عندها ورق حكومي / ناس بتزور ناس وغيرهم) ..
لكن في كمان الناس اللي جايه تشتري بضايع شخصية أو للمتاجرة.. لكن يسهل حملها في كرتونة أو اتنين أو شنطة سفر ضخمة بيتم تحميلها فوق الشبكة على الميكروباصات… الناس دي بتشتري من مناطق مختلفة زي العتبة والتوفيقية والحرفيين ووكالة البلح وغيرها من أماكن بيع الجملة… بس کمان مواطنين الأقاليم مش بس بيستخدموا شنط وكراتين.. لأ كمان الأجولة يعني الشوال.. والأقفاص الخشب. .. وكمان الطشت المعدن.. أه يا جماعة في ناس بتعبي حاجاتها في الطشت الألمونيوم وتغطيه بقماشة.. يعني حتى أدواتهم ذات طبيعة خاصة حتى في الحركة لأنهم بيشيلوها على راسهم.. ومعلش لو انتوا متعرفوش ده عن شريحة كبيرة من مظهر المصريين في ٢٠٢٥.. وبالتالي الميكروباص هو وسيلة انتقالها.. تقدر تقول لي سلالم متحركة دي ازاي هتستوعب الأعداد الرهيبة دي وبالحمولة اللي معاها .. ده مش موول ولا حتى مترو الأنفاق في القاهرة.. دي ناس جايين من القرى والمراكز عندهم قائمة بالمهام.. عايزين يقضوا يومهم ويمشوا ومش عايزين يتفرجوا على الفخامة القاهرية والسلام المتحركة ويلعبوا عليها.. وده ياخدنا للبند رقم ….

۲- رمسيس حيث ترتكز محلات الطعام الرخيص والقهاوي والمراحيض حتى لو جوه المحلات.. فالمسافر اللي جاي من سكة طويلة ده وطريق زراعى هباب هو كمان.. عايز يقعد يشم نفسه وياكل لقمة .. أو خلص يومه وعايز يشرب كوباية شاي قبل ما يطلع على الطريق.. فأنت قررت تبعده مسافة طويلة عن حصوله على هذه الخدمات الأساسية.. لصالح الكافيتريات إللي هاتفتح مثلا جوه الموقف وتحاسبهم على المشاريب بمبالغ سياحية.. الناس دي بتشوف كل حاجة في”مصر” أي القاهرة غالية جدًا مش بيفهموا الأسعار دي أساسًا.. وده عن تجربة كوني محلاوية وعشت في القاهرة ١٨ سنة فخلاص تجاوزت السؤال ده.. لكن اللي بيجي يقضى مشاوير مش بيفهم كوباية الشاي تبقى ب ٥٠ جنيه…

٣- موقف ميكروباصات في الدور التاني حيث ٨٨ سلمة على درج مصمم بغرض التعذيب البشري.. مرهق جدا وطويل.. يعني أنا كست أربعينية صحتي نص ونص بس تمام… مش هبقى عايزة أبدًا استخدمه.. بس كمان السلم الكهربائي ده لو شغال مع الكثافة دي هتحصل عليه كوارث من التحرش والتدافع والالتحام.. متخيل بقى الضرب اللي هيحصل على الأسانسير مش عشان المرضى وكبار السن فقط وأصحاب الاحتياجات الخاصة.. لأ لأن كل واحد شايل شنطة ولا كرتونة مش هتنفع أصلا على السلم المتحرك… فهيروح حقة يستخدم الأسانسير.. كام أسانسير الموقف ده محتاجه تتخيل كدة !

٤- الموقف تم تشغيله قبل الانتهاء منه.. فكان عبارة عن تعذيب المواطنين على سلم يقطع النفس حتى للأطفال الصغيرين اللي زي ما قلت تصميمه مرهق وغير عقلاني فالعيال بتتكعبل.. عشان نوصل إلى صندوق خرساني بدون تهوية حيث أن المراوح الداخلية الضخمة مش شغاله لسه… ومفيش كراسي ولا دكك حجرية.. فكلنا اترمينا على الأرض بالعزال بتاعنا…

مفيش كشك تشتري ازازة مياه تلحق نفسك بعد العذاب اللي اتعرضت له.. وفوق كل ده الرجال اللي بالمئات دول بيدخنوا.. فكان أشبه بالسجن وأظن ده أقرب وصف لتجربتي امبارح في موقف رمسيس الجديد.. ه أنا سافرت كتير وفي البلاد نفسها سافرت داخليا …

محطات ومواقف المواصلات بتبقى مسطحة تمامًا ويسهل الوصول إليها وأنت شايل كنبة البيت عندك ومعاك نيش أمك… فتوصل بسهولة لمكان المواصلات.. لكن موقف مواصلات يتصمم شبه الموول.. ده كدة شبه جراجات الأبراج في الخليج.. عشان كده المواطن اللي بيقول في أسانسير وسلالم متحركة هتشوفوها في موقف رمسيس للأقاليم… هو بالظبط اللي الأنظمة بتاعتنا بتختار منه المسؤولين اللي بيعملوا في المصريين جرايم ضد البشر والله…

أ / كارولين كامل
مدونة مصرية
.
أي إجراء حكومي بدعوى التطوير لا ينعكس على راحة الناس المتأثرين به و المتعاملين معه ، ليس تطوير ؛ بل تكدير !