رحلتي بين نظم المعلومات وتكنولوجيا التعليم… كيف التقت التقنية بالتربية؟
بقلم: ريم محمد
حين بدأت رحلتي في تخصص نظم المعلومات في مرحلة البكالوريوس، لم أكن أتخيل أن هذا المجال سيفتح أمامي أبوابًا واسعة نحو فهم التكنولوجيا من الداخل؛ كيف تُبنى الأنظمة، وكيف تتحرك البيانات، وكيف تتكامل الحلول التقنية لخدمة الإنسان.تعلمت في هذا التخصص لغة التقنية والمنطق والابتكار، وكيف يمكن للبرمجة والتحليل أن يصنعا فرقًا حقيقيًا في عالمنا المتسارع.لكن مع الوقت، أدركت أن التقنية وحدها لا تكفي، وأن قوتها الحقيقية تظهر حين تُوظَّف في خدمة الإنسان والتعليم والمعرفة.ومن هنا بدأت رحلتي الثانية نحو تكنولوجيا التعليم في الدراسات العليا، حيث اكتشفت الوجه الإنساني للتكنولوجيا — ذلك الوجه الذي يجعلها وسيلة للتطوير، لا غاية في ذاتها.في تكنولوجيا التعليم، وجدت نفسي أتعلم كيف يمكن أن تتحول الأفكار التقنية إلى أدوات تعلم تفاعلية، وكيف يمكن توجيه البرمجة والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لخدمة المتعلمين بطريقة أكثر فعالية ومتعة.لقد جمع هذا التخصص بين عقلي التقني وقلبي التربوي، فربط بين ما تعلمته في نظم المعلومات وما أؤمن به من رسالة التعليم.اليوم، وأنا أكتب وأبحث في مجال التعليم الرقمي، أرى أن هذا الدمج بين التخصصين هو ما منحني القدرة على التفكير المتكامل:أن أفهم التكنولوجيا من منظورها العلمي الدقيق، وأُعيد توظيفها بذكاء من منظور تربوي وإنساني.لقد علمتني نظم المعلومات كيف أبني النظام، وعلمتني تكنولوجيا التعليم لمن ولماذا يُبنى هذا النظام.فصرت أنظر إلى كل تطبيق أو منصة تعليمية ليس ككود أو برنامج فحسب، بل كوسيلة لتغيير طريقة تفكير جيل كامل.إن الجمع بين هذين المجالين هو أكثر من مجرد تخصصين، إنه جسر يربط بين التقنية والقيم، بين المستقبل والعقل، بين التعليم والحياة.وربما هذا ما يجعل تكنولوجيا التعليم اليوم ليست مجرد فرع أكاديمي، بل رسالة متجددة، تجمع بين المعرفة والإبداع والإنسانية



