المعلم في العصر الرقمي.. لماذا أصبح تعلم التكنولوجيا ضرورة لا اختيارا

المعلم في العصر الرقمي… لماذا أصبح تعلم التكنولوجيا ضرورة لا اختيارًا؟

‏ بقلم: ريم محمد‏

في ظل التحول المتسارع نحو التعليم الرقمي، لم يعد دور المعلم يقتصر على نقل المعرفة فقط، بل أصبح هو مهندس التعلم ومصمم التجربة التعليمية. ومع هذا التغير العميق، أصبحت إجادة التكنولوجيا ليست مهارة إضافية، بل ضرورة مهنية وأخلاقية لكل معلم يسعى إلى إعداد جيل قادر على التفاعل مع عالم متغير‏التكنولوجيا اليوم لم تعد مجرد أدوات مساعدة في الحصة الدراسية، بل أصبحت شريكًا حقيقيًا في بناء بيئة تعلم فعّالة وتفاعلية. فالمعلم الذي يمتلك القدرة على توظيف التكنولوجيا بذكاء، يستطيع أن يحول الدرس من شرح تقليدي إلى تجربة تعلم حيّة تمس فكر الطالب واهتمامه.‏إن تعلم المعلم للتكنولوجيا لا يعني أن يصبح مبرمجًا أو خبيرًا تقنيًا، بل أن يفهم كيف يمكن لهذه الأدوات أن تخدم الأهداف التربوية. فعلى سبيل المثال، يمكنه استخدام تطبيقات الواقع المعزز لشرح المفاهيم الصعبة، أو توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف، أو إنشاء بيئة تعلم تعاونية باستخدام المنصات التفاعلية.‏ومع تنوع احتياجات المتعلمين في العصر الرقمي، لم يعد التعليم “مقاسًا واحدًا يناسب الجميع”، بل أصبح يعتمد على التخصيص والتفاعل والمرونة — وهي كلها قيم لا يمكن تحقيقها دون فهم عميق لتكنولوجيا التعليم.‏كما أن تكنولوجيا التعليم تمكّن المعلم من أن يكون أكثر إبداعًا وتأثيرًا، لأنها تفتح أمامه مجالات جديدة لتصميم الأنشطة، وتقييم الأداء، وتحفيز الطلاب بأساليب غير تقليدية. والأهم أنها تُعيد إليه دوره الحقيقي كموجّه للتفكير لا كمصدر للمعلومة، لأن المعلومة أصبحت في متناول الجميع.‏ولا يمكن أن نتحدث عن المستقبل دون الإشارة إلى أن المدرسة الحديثة أصبحت تعتمد على منظومة رقمية متكاملة، من الفصول الذكية إلى المنصات التعليمية السحابية. ومع كل هذه التطورات، يظل المعلم هو القلب النابض لهذه المنظومة، بشرط أن يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين التي تجمع بين العلم والتقنية والإنسانية.‏وفي النهاية، يمكن القول إن تعلم التكنولوجيا ليس رفاهية للمعلم، بل مسؤولية مهنية تجاه طلابه ووطنه. فالمعلم الذي يتقن التكنولوجيا لا يواكب المستقبل فقط، بل يساهم في صنعه.‏وما أجمل أن نرى جيلًا من المعلمين يقود التغيير، لا ينتظره، ويجعل من الفصول التقليدية مساحات إبداع رقمية تُخرّج أجيالًا أكثر وعيًا وثقة وقدرة على التعلّم مدى الحياة

  • Related Posts

    عماد إمام.. رجل الخدمات يخوض معركة العياط والبدرشين

    الجيزة – مكتب الصحيفة  تشهد دائرة العياط والبدرشين بمحافظة الجيزة واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في انتخابات مجلس النواب 2025، حيث يتنافس عدد كبير من المرشحين على ثلاثة مقاعد…

    عصام بطاح يشارك حزب العدل الإحتفال بفوز النائب عبد المنعم إمام

    عصام بطاح يشارك حزب  العدل الاحتفال بفوز النائب عبدالمنعم إمام  شارك المستشار عصام بطاح  رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع المصري الوطني احتفال حزب العدل بفوز النائب  عبدالمنعم إمام رئيس الحزب…

    اترك تعليقاً