التعلّم مدى الحياة في عصر المعرفة
بقلم: ريم محمدفي عالم تتجدد فيه المعرفة كل لحظة، لم يعد التعليم مرحلة تنتهي بالحصول على شهادة، بل أصبح رحلة لا تنتهي.رحلة تُعرف باسم التعلم مدى الحياة (Lifelong Learning)، حيث يصبح الإنسان هو المتعلم الدائم الذي لا يتوقف عن البحث والاكتشاف والنمو.لقد انتهى زمن “التعلم من أجل العمل”، وبدأ زمن “التعلم من أجل الحياة”.فالتحولات الرقمية السريعة، والتطور في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات، والاتصال، جعلت من الضروري أن يمتلك الفرد القدرة على التكيف والتجدد بدلًا من الاكتفاء بمعرفة ثابتة.وهنا يأتي دور تكنولوجيا التعليم كقلب نابض لهذا المفهوم.فمنصات التعلم الإلكتروني، والدورات المفتوحة، والموارد الرقمية، جعلت الوصول إلى المعرفة أسهل من أي وقت مضى.لم تعد الجامعات وحدها مصدر التعلم، بل صار الإنترنت جامعة مفتوحة للعالم كله.تتيح التكنولوجيا اليوم لكل فرد أن يتعلم في أي وقت، وبالأسلوب الذي يناسبه، وبالوتيرة التي تريحه.وبهذا تحوّل المتعلم من متلقٍ سلبي إلى صانع لمساره التعليمي، يختار ما يحتاجه، ويطبقه، ويطور نفسه باستمرار.أما المؤسسات التعليمية الحديثة، فأصبحت مطالبة بتشجيع ثقافة التعلم المستمر، لا بمجرد تلقين المناهج.فالقيمة الحقيقية للمعلم اليوم ليست في ما يعرفه، بل في قدرته على إلهام طلابه ليتعلموا بأنفسهم مدى الحياةوفي هذا العصر الذي يُسمّى بحق عصر المعرفة، صار التعلم هو البقاء، ومن يتوقف عن التعلم يتوقف عن التطور.إنها معادلة جديدة للحياة المهنية والإنسانية معًا:من يتعلم… يعيش المستقبل،ومن يكتفي بما تعلم… يتخلف عن الركب.إن التعلم مدى الحياة ليس شعارًا تربويًا، بل فلسفة وجودية تؤمن بأن الإنسان يولد متعلمًا ويموت باحثًا.وكل لحظة معرفة هي ميلاد جديد لعقلٍ أكثر وعيًا ونضجًا.فليكن التعلم أسلوب حياة، لا مرحلة منها نخرج، بل طريقًا نسير فيه بثقة نحو غدٍ أجمل.ففي عصر المعرفة، يبقى المتعلم هو الإنسان الذي لا يشيخ أبدًا



