من الورق إلى الشاشة.. رحلة المعرفة في ثوبها الرقمي

‏من الورق إلى الشاشة… رحلة المعرفة في ثوبها الرقمي
‏ بقلم: ريم محمد
‏منذ أن خط الإنسان أول حرف على الورق، ارتبطت المعرفة دائمًا بالملمس، برائحة الكتب، وبصوت الصفحات وهي تُقلَب بين الأيدي.
‏لكن الزمن تغيّر، والعلم تطوّر، وها نحن نشهد اليوم فصلًا جديدًا في قصة المعرفة، حيث انتقلت من الورق إلى الشاشة، لتلبس ثوبها الجديد: الثوب الرقمي.
‏لم يعد الكتاب حبيس الرفوف، ولا المعلومة حكرًا على الصفحات المطبوعة، بل صارت تسافر بخفة عبر الشاشات، تصل إلى الجميع في لحظة واحدة، دون حواجز زمان أو مكان.
‏الكتاب الإلكتروني، والمنصات التعليمية، والمكتبات الرقمية، كلها كانت ثورة في طريق تحرير المعرفة من قيود المادة
‏ورغم أن البعض رأى في هذا التحول تهديدًا لدفء الورق وعبق الكتب القديمة، فإن الواقع أثبت أن التكنولوجيا لم تُلغِ القراءة، بل أعادت إحياءها بأسلوب جديد.
‏لقد جعلت الشاشة الكتاب أكثر تفاعلًا، والمعرفة أكثر قربًا، والقارئ أكثر مشاركة.
‏من خلال الكتب الإلكترونية التفاعلية، أصبح بإمكان الطالب أن يتعلّم بالصوت والصورة، وأن يشارك في أنشطة رقمية تُعمّق الفهم وتثير الفضول.
‏كما أتاحت المنصات التعليمية وصول المحتوى إلى ملايين الطلاب في كل أنحاء العالم، ليصبح التعلم حقًا مشاعًا لا يُحتكر.
‏لكن التحول الرقمي في المعرفة لم يكن مجرد استبدال الورق بالشاشة، بل هو تغيير في فلسفة التعلم نفسها.
‏فاليوم لم يعد المتعلم متلقيًا سلبيًا، بل شريكًا فاعلًا في بناء تجربته التعليمية.
‏تُقدِّم له التكنولوجيا أدوات ليبحث، ويحلّل، ويبتكر، فيصبح جزءًا من عملية إنتاج المعرفة لا مجرد قارئ لها.
‏ومع كل هذا، سيظل للكتاب الورقي مكانه في القلب، كرمزٍ للأصالة والهدوء والذكريات الجميلة.
‏لكن لا يمكن إنكار أن الثوب الرقمي هو ما جعل المعرفة أكثر ديمقراطية، وأكثر قدرة على مواكبة إيقاع الحياة الحديثة.
‏فمن الورق إلى الشاشة، لم تفقد المعرفة جوهرها، بل ازدادت إشراقًا وانتشارًا.
‏وها نحن نعيش اليوم عصرًا جديدًا، حيث الكلمة لم تعد حبرًا يُسجَّل، بل ضوءًا يُضيء الطريق نحو مستقبلٍ لا ينتهي فيه التعلم أبدًا

  • Related Posts

    أكبر عمليةتهريب آثار في تاريخ مصر الحديث

    قضية تهريب الآثار الكبرى.. أكبر عملية تهريب آثار فى تاريخ مصر الحديث.. أكتر من 21 ألف قطعة أثرية نادرة!، تم تهريبهم من مصر لميناء “ساليرنو” في إيطاليا.. وصلت حاوية دبلوماسية…

    فيلم”كانسر”.. صرخة فنية شجاعة

    فيلم “كانسر”.. صرخة فنية شجاعة ينقصها الخيال الإبداعي. يقدّم فيلم «كانسر» تجربة فنية جريئة تمزج بين الخطاب السياسي والطابع المسرحي، في عمل يسعى إلى استنهاض الوعي ومواجهة الفساد من خلال…

    اترك تعليقاً