دور االمعلم في عصر التكنولوجيا

‏دور المعلم في عصر التكنولوجيا‏

بقلم: ريم محمد

‏في زمنٍ أصبحت فيه المعلومة على بُعد ضغطة زر، ظنّ البعض أن دور المعلم سيتراجع أو ربما يختفي. لكن الواقع أثبت العكس تمامًا، فكلما تقدّمت التكنولوجيا، زاد احتياجنا إلى المعلم الحقيقي، لا كناقل معرفة، بل كقائدٍ وموجّهٍ في رحلة التعلم الرقمي.‏لم يعد دور المعلم أن يشرح فقط، بل أن يُلهم ويُحفّز ويُوجّه الطلاب نحو التفكير النقدي والإبداعي.‏فبينما يستطيع الطالب أن يجد المعلومة في ثوانٍ، إلا أنه يحتاج إلى المعلم ليتعلّم كيف يستخدمها، وكيف يربطها بحياته الواقعية، وكيف يميز بين الصحيح والمضلل في عالمٍ مزدحم بالمحتوى.‏التكنولوجيا منحت المعلم أدوات قوية — السبورة الذكية، المنصات التعليمية، الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزّز — لكنها لم تُلغِ دوره الإنساني، بل جعلته أكثر أهمية من أي وقت مضى.‏المعلم اليوم يحتاج إلى أن يكون متعلمًا مدى الحياة، يطوّر نفسه باستمرار، ويواكب كل جديد في التقنيات التعليمية، ليقدّم لطلابه تجربة تعلم حديثة وممتعة.‏كما أصبح على المعلم أن يتحول من مركز المعرفة إلى ميسّر للتعلم.‏فهو لا يقدّم الإجابات الجاهزة، بل يساعد الطلاب على البحث عنها بأنفسهم. وبهذا، يصبح التعليم رحلة اكتشاف، لا مجرد تلقين.‏ولا يمكن أن نغفل الجانب الإنساني لدور المعلم في هذا العصر.‏وسط كل هذه الشاشات والبرامج والذكاء الاصطناعي، يظل المعلم هو النبض الإنساني داخل الفصل.‏هو من يزرع القيم، ويدعم الثقة بالنفس، ويُعيد للتعليم روحه. فالتكنولوجيا قد تُدرّب العقل، لكنها لا تستطيع أن تلمس القلب كما يفعل المعلم.‏ولكي يستمر هذا الدور المؤثر، علينا أن نوفر للمعلمين تدريبًا مستمرًا ودعمًا فنيًا ومعنويًا يساعدهم على مواكبة التغيرات التكنولوجية بثقة. كما يجب أن تتبنى المؤسسات التعليمية ثقافة التطوير المهني، حيث يُنظر للمعلم على أنه شريك في التطوير لا مجرد منفّذ للخطط. فبتمكين المعلم، نُمكّن المستقبل.‏في النهاية، يمكننا القول إن المعلم في عصر التكنولوجيا لم يفقد مكانه، بل اكتسب دورًا أعمق وأكثر تأثيرًا.‏إنه الجسر بين الإنسان والتقنية، وبين المعلومة والمعنى.‏وكلما دعمناه بالتدريب والتقدير، كلما ضمِنا جيلاً قادرًا على التعلّم بذكاء… وبإنسانية

  • Related Posts

    أكبر عمليةتهريب آثار في تاريخ مصر الحديث

    قضية تهريب الآثار الكبرى.. أكبر عملية تهريب آثار فى تاريخ مصر الحديث.. أكتر من 21 ألف قطعة أثرية نادرة!، تم تهريبهم من مصر لميناء “ساليرنو” في إيطاليا.. وصلت حاوية دبلوماسية…

    فيلم”كانسر”.. صرخة فنية شجاعة

    فيلم “كانسر”.. صرخة فنية شجاعة ينقصها الخيال الإبداعي. يقدّم فيلم «كانسر» تجربة فنية جريئة تمزج بين الخطاب السياسي والطابع المسرحي، في عمل يسعى إلى استنهاض الوعي ومواجهة الفساد من خلال…

    اترك تعليقاً